إن عمليات التنقيب عن الغاز والنفط وتحويل مياه الصرف الصحي وصيد الأسماك غير المنضبط والبناء المكثف على السواحل تدمر بحرنا.

العديد من أصناف الحيوانات والنباتات تنقرض بمعدل لا يمكن تصوره، فيجب علينا أن نعمل من أجلها!

يلعب البحر دورًا مهمًا في التخفيف من تغير المناخ كونه ينتج 50% من الأكسجين الذي نتنفسه، حيث يعود الفضل في ذلك إلى الطحالب التي تمتص ثاني أكسيد الكربون وتنبعث منها الأكسجين (تمامًا مثل الغابة في الماء!). يسمح البحر الصحي بإدارة المخاطر مثل انهيار المنحدرات الساحلية وتفشي قناديل البحر وانتشار الأنواع الغازية السامة.

على مر السنين، قدنا عددًا من النضالات في موضوع:

• النضال من أجل إنشاء محميات طبيعية بحرية:

تشير العديد من الدراسات من جميع أنحاء العالم إلى أهمية المحميات الطبيعية البحرية من أجل الحفاظ على الوظيفة البيئية السليمة للطبيعة البحرية. يؤدي الحفاظ على الطبيعة في البحر وحماية المناطق الخالية من الصيد وتطوير البنى التحتية إلى انتعاش كبير في الأسماك داخل المحمية وحتى في المناطق المجاورة للمحمية. لقد قمنا بالحملة بالشراكة مع تحالف شعوب البحر الأبيض المتوسط، الذي نحن عضو فيه. كان الهدف من الحملة هو تحويل 20% من إجمالي الأراضي البحرية الإسرائيلية إلى محميات طبيعية بحرية رسميًا. على الرغم من أننا لم نتمكن بعدُ من الوصول إلى الهدف النهائي، وحتى كتابة هذه السطور، فقط 4% من الأراضي البحرية الإسرائيلية محمية كمحميات طبيعية معلنة، لكن بفضل الحملة، لقد بدأ التغيير. في عام 2019، نجحنا في الإعلان عن محمية روش هانيكرا-أخزيف، أكبر محمية طبيعية بحرية في إسرائيل، والتي تحمي قيم الطبيعة في مجموعة متنوعة من الموائل. تشير الدراسات الاستقصائية التي أجريت في المحمية إلى أن المحمية هي مثال أول وناجح لكيفية تحسين المحميات البحرية لحالة النظام البيئي في مجالها وإفادة البيئة البحرية بأكملها – داخل حدود المحمية وخارجها.

• الكفاحات ضد خطط البناء في السواحل وسن قانون السواحل:

انضمت منظمة “ميغاما يروكا” إلى مبادرة جمعية حماية الطبيعة في الكفاح من أجل سن قانون يمنع الوضع الذي يكون فيه البحر الأبيض المتوسط مكانًا ينحصر على الأثرياء فقط. انضمت خلية “ميغاما يروكا” في تل أبيب إلى النضال في عام 1998، حيث روجت الحملة التي تُوجت لاحقًا بشعار “الشاطئ ليس عقارًا” لنشاط الخلية. بالإضافة إلى ذلك، كانت هذه هي المرة الأولى التي ينضم فيها اتحاد الطلاب إلى النضال التي تخوضه “ميغاما يروكا”.

تميز النضال، الذي أصبح بمرور الوقت حملة قُطرية، بعدد من الإجراءات التي باتت منقوشة في الذاكرة، بما في ذلك التحصن الجريء على رافعة في مجمع سي آند سان، وهو نجاح بحد ذاته.  وكان نشاط آخر لا ينسى من النضال المظاهرة في بلدية تل أبيب التي سكب خلالها النشطاء الرمال في مقر البلدية واللعب مع الماتكوت. بالإضافة إلى ذلك، شمل النضال مظاهرات أمام الكنيست، وتوقيع العرائض، وبعد ذلك، نشاط ضغط مكثف في الكنيست. في منتصف عام 2004، أصبح من الممكن تنفس الصعداء عندما تمت الموافقة على قانون السواحل، الذي ينص على منع البناء الفعلي على بعد 300 متر عن خط البحر، في القراءتين الثانية والثالثة في الكنيست. منذ ذلك الحين، باتت سواحل البحر الأبيض المتوسط مفتوحة أمام الجميع.

• إزالة أقفاص الأسماك من خليج إيلات:

وفقًا للدراسات، تسببت أقفاص الأسماك، التي تربت فيها كميات هائلة من الأسماك للأكل، في تلوث شديد في خليج إيلات وإلحاق أضرار بالشعاب المرجانية. هذا بسبب حمولة النفايات العضوية التي أنتجتها. على الرغم من حقيقة أن أقفاص الأسماك لم تحصل حتى على ترخيص مصلحة تجارية أو إذن من هيئات التخطيط، فقد تأخر جهاز القضاء والحكومة الإسرائيلية لسنوات في إصدار أوامر لأصحابها بإزالة الأقفاص ومغادرة الخليج.

دخلت ميغاما يروكا المشهد في عام 2004 من خلال حملة بقيادة راحيلي تيدهار. واحدة من أكثر الأعمال إبداعًا والتي تركت تأثيرًا إيجابيًا في الحملة هي “مقاطعة المستهلكين”، التي تسلل خلالها نشطاء.المنظمة إلى شبكات التسويق بالتجزئة التي كانت تبيع أسماك الدنيس من إيلات، وقاموا بـ “تزيين” أي عبوة مجمدة للأسماك بملصق: “احذر! أسماك الدنيس من إيلات تلوث البحر”. كما وتم إجراء مظاهرات شارك فيها نشطاء مزودون بشنركلات الغواصة، والتوابيت للخليج، والمراحيض ومجموعة من الأدوات الأصلية. يجب أن نذكر أيضًا “حورية البحر” التي استقبلت أولئك الذين جاؤوا لشراء الأسماك لروش هاشناه في سوق الكرمل في تل أبيب.

في يونيو 2005، بعد سنوات من النضال، اعتمدت الحكومة مخطط تاما 13، الخريطة الهيكلية لشواطئ إيلات، والتي نصت بشكل صريح على عدم وجود مكان لأقفاص الأسماك في منطقة الخليج. بدأت الأقفاص الملوثة في مغادرة البحر في يناير 2007، وفي غضون ثلاث سنوات انتقلت إلى اليابسة. بذلك انتهى النضال الطويل.

لكن التهديدات التي تواجه بحارنا لم تتم إزالتها! تعمل خلية البحر والشواطئ حاليًا على إبعاد سفن الصيد عن البحر. (لمزيد من المعلومات >> خلية البحر والشواطئ)